البصمة المائية للمنتجات الحيوانية في ليبيا وكفاءة استخدام المياه
الملخص
البصمة المائية (Water foot print, WFP)مفهوما جديداً يحدد من خلاله كمية المياه العذبة المستخدمة على مستوى الدولة والأفراد والمنتجات الصناعية والزراعية والحيوانية خطوة بخطوة ضمن سلسلة تكوين المنتج (صناعيا أو زراعيا) من أول نقطة من المياه عند بدأ التكوين وصولاً لآخر نقطة عند المستهلك. يدخل في حسابها: المياه الزرقاء (blue water) والمياه الخضراء(green water) والمياه الرمادية (grey water)، بالإضافة إلى المياه الافتراضية (Virtual water) التي يطلق عليها أيضا بالمياه المخفية(embedded water) وهي تشمل البصمة المائية، تأخذ في حسابها المياه التي تدخل في تكوين المنتجات داخل الدول المصدرة الغنية بالمياه إلى الدول فقيرة المياه عن طريق التبادل التجاري؛ ولذلك يطلق عليها أيضا بالمياه الافتراضية التجارية. كثيرا من دول العالم التي تفتقر المياه العذبة تقوم باستيراد السلع ذات الإحتياجات المرتفعة من المياه وتقتصر على زراعة تلك السلع التي تحتاج أقل من المياه داخلها؛ وبذلك توفر كمية المياه التي كانت لا بد من استخدامها فيما لو انتجت تلك السلعة داخل البلاد. ترتفع قيمة البصمة المائية للمنتجات الحيوانية بشكل كبير عن المنتجات النباتية ( م³ / طن من المنتج ): بلغت في لحوم الأبقار حوالي 15400 ، لحوم الضأن 10400 ، لحوم الماعز5500، ولحوم الدواجن 4300، وبيض الدواجن 3330، والحليب 1000، والجبنة والزبدة والسمن 8308. بينما بلغت في المحاصيل والحبوب النباتية، القمح 1692، الشعير 3118، الذرة الصفراء 1390، الشوفان 2301، الفول السوداني 3359، فول الصويا 2077، الذرة الرفيعة 1107، بصل 349، بطاطس 421، طماطم 235، بقوليات 4055. يلاحظ أن البصمة المائية للمنتجات الحيوانية أعلى من النباتية وأن الخضروات هي الأقل. أهمية تحديد البصمة المائية للمنتجات المختلفة تكمن في إعطاء مؤشرا يساعد في اتخاذ ما يلزم من قرارات لتوجيه الاستخدام الأمثل لمصادر المياه داخل الدولة. في بلد مثل ليبيا، ستواجه عجزاً في المياه مع حلول العام 2050 قدر بحوالي 60% من الإحتياجات المائية الكلية لقطاع الإنتاج الزراعي منها حوالي 39% لأنشطة الإنتاج الحيواني ليس لها خيار إلا أن تقوم بوضع سياسات سريعة وواضحة لتقنين استخدام المياه في الإنتاج الحيواني بإيجاد بدائل تقلل من كمية استنزاف المياه. مع تحديد البصمة المائية للمنتجات الحيوانية تحت الظروف البيئية المحلية يمكن تحديد كمية المياه المستخدمة في إنتاج المنتجات المختلفة التي من خلالها يمكن تقليل حجم استهلاك المياه كالاستعاضة بمصادر مائية ذات جودة متدنية مياه المنابع الفوارة (الكبريتية)، الاستفادة من المنتجات النباتية (البقوليات والحبوب) في الحصول على بعض من احتياجات البروتين والطاقة. استيراد الإحتياجات من المنتجات الحيوانية لخلق موازنة مائية إيجابية للمياه بسبب ما تضيفه من مياه افتراضية كامنة. توجيه الإنتاج الزراعي نحو استزراع محاصيل ذات كفاءة استخدام وإنتاجية مائية مرتفعة قابلة للتصدير تضمن إضافة اقتصادية للناتج المحلي (الذرة، الطماطم، البطاطس، البصل، البقوليات، الأعلاف الخشنة)، كلما كانت احتياجات الأعلاف قليلة البصمة المائية كلما انخفضت البصمة المائية للمنتج. تعظيم الاستفادة من المياه الخضراء عبر حصاد مياه الأمطار والتقليل من استنزاف المياه الزرقاء المخزنة جوفيا. ترشيد الاستهلاك وتغيير نمط السلوك الغذائي بالابتعاد عن المنتجات الحيوانية ذات البصمة المائية المرتفعة كاللحوم والالبان ومشتقاتها والاستعاضة عنها بالبقوليات والخضراوات. استنباط أصناف من المحاصيل ونباتات رعوية لها بصمة مائية منخفضة تتحمل الجفاف مع زيادة كثافة النباتات الرعوية والاستفادة من الأعلاف غير التقليدية المحسنة غذائياً كالقوالب العلفية. استنباط سلالات حيوانية جديدة تمتاز بارتفاع معدل كفاءة تحويلها الغذائي مع العمل على فرز واستبعاد الأعداد الزائدة من الحيوانات لتقليل الحمولة الرعوية وتخفيض المتطلبات على المادة الجافة من الأعلاف. الاستفادة من التقنيات الحيوية الحديثة في تحسين جودة الأعلاف وإدخال تقنية النانو(Nanotechnology) التي تساهم في توفير الجزيئات الغذائية الدقيقة والأدوية مباشرة إلى خلايا الجسم(drug delivery) دون المرور على التخمر الميكروبي.
الكلمات الدالة: البصمة المائية،المياه الافتراضية، المنتجات الحيوانية، المنتجات النباتية، النانو تكنولوجيالنص الكامل:
PDFالمراجع العائدة
- لا توجد روابط عائدة حالياً.